التقى الأستاذ الدكتور محمد صايل الزيود، عميد كلية العلوم التربوية، بأعضاء الهيئة التدريسية في الكلية في اجتماع موسع ناقش خلاله الإنجازات التي حققتها الكلية خلال الفترة الماضية، إضافة إلى استعراض الخطط المستقبلية التي تهدف إلى تعزيز موقع الكلية على المستويين المحلي والدولي. وأكد الدكتور الزيود، خلال كلمته، على أهمية العمل بروح الفريق الواحد، مشيدًا بالجهود التي يبذلها أعضاء الهيئة التدريسية في تطوير البرامج الأكاديمية والبحث العلمي، مما يسهم في تعزيز مكانة الكلية وريادتها في مجال العلوم التربوية.
خلال اللقاء، استعرض الدكتور الزيود سلسلة من الإنجازات الأكاديمية والإدارية التي تحققت مؤخرًا، كان أبرزها تحديث الخطط الدراسية للبرامج الأكاديمية، بما يتوافق مع متطلبات سوق العمل والتطورات الحديثة في مجال التربية والتعليم. كما تم تعيين 6 أعضاء هيئة تدريس جدد لتعزيز الكادر الأكاديمي في الكلية، إضافة إلى الموافقة على إيفاد عضوين من أعضاء الهيئة التدريسية لمواصلة دراستهم العليا، وذلك في إطار سياسة الكلية الداعمة لتطوير أعضاء الهيئة التدريسية وتعزيز كفاءاتهم العلمية. كما أكد الدكتور الزيود أنه تم تسكين جميع البرامج الأكاديمية القائمة لضمان توافقها مع معايير الاعتماد والجودة، الأمر الذي يعزز من جاهزية الكلية لاستقبال الطلاب في بيئة تعليمية متطورة.
كما أشار الدكتور الزيود إلى أن الكلية تستعد لاستقبال زيارة الاعتماد الدولي لمؤسسة CAEP الأمريكية خلال شهر سبتمبر المقبل لاعتماد برامج الدبلوم العالي، وهو ما يعد خطوة مهمة في مسيرة الكلية نحو تعزيز الاعتراف الدولي بشهاداتها وبرامجها الأكاديمية. وأكد أن هذا الإنجاز يعكس التزام الكلية بتطبيق أفضل المعايير الأكاديمية والتربوية المعتمدة عالميًا، مما سيسهم في تعزيز تنافسية خريجيها في سوق العمل محليًا وعالميًا.
وفيما يتعلق بمكانة الكلية في التصنيفات العالمية، أكد الدكتور الزيود أن الكلية حققت تقدمًا ملحوظًا على المستوى الدولي، حيث جاءت ضمن التصنيف العالمي QS في المرتبة 258 عالميًا، وضمن تصنيف شنغهاي في الفئة 401-500، وفي تصنيف التايمز ضمن الفئة 301-400 عالميًا. كما احتل تخصص المكتبات والمعلومات المرتبة 49 عالميًا، وهو ما يعكس تطور البحث العلمي في هذا المجال داخل الكلية. وأكد الدكتور الزيود أن هذه الإنجازات تأتي نتيجة الجهود المبذولة في تحديث البرامج الأكاديمية، وتعزيز البحث العلمي، ودعم الشراكات الأكاديمية الدولية، مما يعزز من سمعة الكلية عالميًا.
من جهة أخرى، سلط الدكتور الزيود الضوء على الجهود التي تبذلها الكلية لتطوير البنية التحتية، حيث يجري حاليًا العمل على تحديث 31 قاعة دراسية جزئيًا، و13 قاعة تحديثًا كليًا، بالإضافة إلى تحديث مدرج ماجد أبو جابر ومدرج خليل السالم، وتجهيز المختبرات التعليمية بأحدث التقنيات، مما يسهم في تحسين جودة التعليم داخل الكلية. كما تم تحديث 100 جهاز حاسوب من خلال زيادة سعتها التخزينية وتعزيز أدائها عبر تقنيات SSD وRAM عالية السرعة، لضمان تجربة تعليمية رقمية متقدمة. ولم تقتصر أعمال التحديث على التجهيزات التكنولوجية فقط، بل شملت أيضًا أعمال صيانة ودهان لمختلف المرافق والقاعات الدراسية، بهدف توفير بيئة تعليمية محفزة للطلبة وأعضاء الهيئة التدريسية.
وفي ختام اللقاء، أكد الدكتور الزيود على أهمية التوافق والانسجام داخل الكلية، مشيرًا إلى أن الاختلاف في وجهات النظر بين الزملاء أمر طبيعي، إلا أن أجواء التعاون والاحترام المتبادل بين أعضاء الهيئة التدريسية هي ما يميز بيئة العمل داخل الكلية. كما شدد على أهمية استمرار العمل بروح الفريق الواحد لتحقيق الأهداف الأكاديمية والتنموية للكلية.
كما استعرض الدكتور الزيود عددًا من المبادرات والمقترحات التطويرية التي تهدف إلى تعزيز مكانة الكلية على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية. ومن أبرز هذه المبادرات تطوير المناهج الدراسية لمواكبة التغيرات السريعة في قطاع التعليم والتربية، من خلال إدخال تخصصات حديثة مثل تكنولوجيا التعليم، الذكاء الاصطناعي في التربية، وتصميم المناهج الذكية. كما أكد على أهمية تعزيز البحث العلمي والابتكار التربوي من خلال إطلاق مختبرات بحثية متخصصة في مجالات مثل التعليم الرقمي، الذكاء الاصطناعي في التربية، وعلم النفس التربوي، بالإضافة إلى تشجيع الأبحاث التطبيقية التي تعالج المشكلات التربوية الفعلية وتقدم حلولًا مبتكرة.
وأشار الدكتور الزيود إلى ضرورة تعزيز الشراكات المجتمعية والمؤسسية، من خلال إطلاق مبادرات مجتمعية تعزز دور الكلية في تنمية المجتمع المحلي، مثل برامج تدريبية مجانية للمعلمين، وتنظيم دورات تعليمية متخصصة. كما شدد على أهمية بناء علاقات استراتيجية مع وزارة التربية والتعليم لضمان توافق برامج الكلية مع احتياجات النظام التعليمي الوطني، بالإضافة إلى تعزيز التعاون مع القطاع الخاص لدعم التعليم المستمر وتوفير فرص تدريب وتوظيف للخريجين.
في الختام، أكد الدكتور الزيود أن الكلية ماضية في تنفيذ رؤيتها التطويرية، التي تهدف إلى تقديم برامج أكاديمية متميزة، وتعزيز البحث العلمي، وتحقيق التكامل بين المناهج النظرية والتطبيقية، بما يسهم في إعداد كوادر تربوية مؤهلة قادرة على قيادة العملية التعليمية بفعالية. وأعرب عن ثقته في أن الجهود المبذولة من قبل أعضاء الهيئة التدريسية ستسهم في تحقيق إنجازات جديدة في المستقبل، مما يعزز مكانة الكلية كإحدى المؤسسات الرائدة في مجال العلوم التربوية محليًا ودوليًا.