واستهلّ الدكتور ماي المحاضرةَ بتقديم نظرة عامّة حول كيفيّة تطوّر الذّكاء الاصطناعيّ؛ ليصبح أداةً تعليميّةً أساسيّةً في العالم الرّقميّ الحديث، مشدّدًا على أنّ الذّكاء الاصطناعيّ يمكن أن يسهمَ بفعاليّة في تعزيز التّعلّم الذّاتيّ، سيّما في ما يتّصل بتطوير مهارات اللّغة الإنجليزيّة، وأشار إلى أنّ استخدام تقنيات الذّكاء الاصطناعيّ، مثل تطبيقات التّرجمة، والتّحليل اللّغويّ، يوفّر للمتعلّمين فرصًا جديدة لممارسة اللّغة، وتحسين مستوى تفاعلهم مع المحتوى التّعليميّ.
وأوضح الدكتور ماي أنّ تكنولوجيا التّعليم تسهمُ في خلق بيئة تعليميّة ديناميكيّة تساعد الطّلبة على المشاركة الفعّالة والتّفاعل المستمرّ؛ ما يؤدّي إلى تنمية مهارات التّفكير النّقديّ والإبداعيّ، وأضاف أنّ الأدواتِ الذّكيّةَ توفّر إمكانيّة تعلّم مُخَصّص يتكيّف مع احتياجات المتعلّم الفرديّة؛ إذ تتيحُ له الوصول إلى محتوى متنوّع بأشكال عدّة، سواء أكان نصًّا، أو مقطعًا صوتيًّا، أو مرئيًّا، ويعدّ هذا التّنوّعُ في المصادر وسيلةً فعّالة للارتقاء بمهارات الطّلبة في الاستماع، والقراءة، والتّحدّث، والكتابة.
وأكّد الدكتور ماي أهميّةَ إتقان اللّغة الإنجليزيّة بوصفها لغةَ العلوم والتّكنولوجيا العالميّة، موضّحًا أنّ القدرة على التّعامل مع الأدوات الذّكيّة، والإفادة من تطبيقات الذّكاء الاصطناعيّ في المجالات المختلفة تتطلّب إلمامًا كافيًا باللّغة الإنجليزيّة، وبيّن أنّ المعرفة اللّغويّة تساعد الأفرادَ على الوصول إلى المعرفة العلميّة والتّقنيّة المتاحة عالميًا؛ ما يمكّنهم من المنافسة بفعاليّة في سوق العمل، ويعزّز قدرتهم على التّفاعل بمرونة مع تحدّيات الاقتصاد الرّقميّ.
كما نبّه الدكتور ماي إلى أهميّة فهم حدود الذّكاء الاصطناعيّ؛ إذ إنّ هذه الأدواتِ قادرةٌ على توفير ترجمة فوريّة، وتسهيل التّواصل، إلّا أنّها في الوقت نفسه قد تعجز عن إيصال الفهم العميق والمعاني الإنسانيّة الدّقيقة، وأوضح أنّ إتقان اللّغة يتطلّب معرفةً بالثّقافة، والأسلوب، والسّياق، وهي أمور لا تستطيع الأدواتُ الذّكيّة تقديمَها بشكل كامل؛ لذلك، فلا ينبغي الاعتماد كليًّا على التّكنولوجيا في تعلّم اللّغة، بل يجب أن يكون استخدامُ الذّكاء الاصطناعيّ داعمًا ومكمِّلًا للتّعلّم اللّغويّ التّقليديّ.
وفي ختام المحاضرة، نوّه الدكتور ماي إلى ضرورة تشجيع الطّلبة على الإفادة من الأدوات الذّكيّة في ممارسة اللّغة الإنجليزيّة، وتنمية المهارات اللّغويّة اللّازمة للنّجاح في العصر الرّقميّ، وتعزيز دور المدارس والجامعات في تقديم برامجَ تعليميّةٍ تعتمد على التّكنولوجيا، مع وضع ضوابطَ أخلاقيّةٍ ومهنيّة تضمن الاستخدام الآمن والمسؤول للذّكاء الاصطناعيّ، كما شدّد على أهميّة إعداد معلّمي اللّغة الإنجليزيّة؛ ليكونوا قادرين على توجيه الطّلبة في استخدام الأدوات الذّكيّة، وتوفير بيئة تعليميّة تفاعليّة تجمع بين أساليب التّعلّم التّقليديّة والتكنولوجيا الحديثة، ودعم البحث العلمي في مجال تكنولوجيا التّعليم، سيّما في دراسة تأثير الذّكاء الاصطناعيّ في تعلّم اللّغة، وفهم المهارات اللّغويّة العميقة.