شاركت كلية العلوم التربوية في الجامعة الأردنية في فعاليات الملتقى الإبداعي الخامس والعشرين، الذي نظمه المجلس العربي للتدريب والإبداع الطلابي، واستضافته جامعتا صلاح الدين وتيشك الدولية في إقليم كردستان العراق. وقد عُقد الملتقى بحضور عدد من رؤساء الجامعات ونوابهم وعمداء الكليات من مختلف الجامعات العربية الأعضاء بالمجلس، مما أضاف للحدث
أبعادًا أكاديمية وتعاونية مهمة.
تضمن الملتقى مشاركة حوالي 50 بحثًا علميًا من إعداد طلبة يمثلون 26 جامعة من 8 دول عربية، حيث وُزِّعت هذه الأبحاث على أربعة محاور رئيسية تغطي مجالات الإبداع والابتكار في العلوم والتكنولوجيا والتعليم والعلوم الإنسانية. وهدف الملتقى إلى تعزيز الثقافة البحثية لدى الطلبة وتشجيعهم على تطوير أبحاثهم وفقًا لمعايير علمية متميزة، بما يسهم في تمكينهم من المشاركة الفاعلة في حل القضايا المجتمعية.
وجاءت مشاركة كلية العلوم التربوية من خلال بحث للطالبتين لين البطارسة وياسمين الصلحات، تحت إشراف الأستاذة غادة قاقيش، مساعد العميد لشؤون الخريجين والمختبرات والفعاليات. وقد حمل البحث عنوان "قلق الابتزاز الإلكتروني وعلاقته بالعافية التكنولوجية لدى طلبة كلية العلوم التربوية في الجامعة الأردنية"، حيث يعالج موضوعًا حيويًا يمس حياة الطلبة ورفاههم النفسي والاجتماعي في ظل التحديات الراهنة. وتناول البحث آثار الابتزاز الإلكتروني على الطلبة ومدى ارتباط هذه الظاهرة بالعافية التكنولوجية، أي قدرة الطلبة على التعامل مع التكنولوجيا بطريقة صحية وآمنة تضمن لهم بيئة تعليمية مستقرة.
وقد أثار البحث اهتمام القائمين على الملتقى، حيث تم اختياره ضمن القائمة النهائية التي تضمنت 11 بحثًا فقط من أصل 118 بحثًا مشاركًا، ليكون بذلك البحث الوحيد الممثل للجامعات الأردنية.
تعد مشاركة كلية العلوم التربوية في هذا الملتقى فرصة ذهبية لتعزيز قدرات الطلبة الأكاديمية والبحثية، حيث وفر الملتقى منصة تعليمية تفاعلية تمكنهم من عرض أبحاثهم أمام نخبة من الأكاديميين والمتخصصين. كما تتيح هذه الفعاليات للطلبة فرصًا للتواصل وبناء شبكات مهنية مع طلبة آخرين من مختلف الدول العربية، مما يساعد في تعزيز آفاقهم الأكاديمية وتمكينهم من الانخراط في حوارات بحثية ثرية.
من خلال هذه المشاركة، يتمكن الطلبة من صقل شخصيتهم البحثية وتطوير مهاراتهم في مجالات النقد والتحليل والتفكير الإبداعي، إضافة إلى تعزيز ثقتهم بأنفسهم وتحفيزهم على الابتكار وحل المشكلات التي تواجه مجتمعاتهم. كما يسهم هذا الملتقى في دعم الطلبة الذين يسعون للمشاركة في مجالات البحث العلمي وريادة الأعمال، حيث يمثل انطلاقة نحو مستقبل أكاديمي حافل بالعطاء والابتكار.
يشار إلى أن انخراط الجامعة الأردنية في مثل هذه الملتقيات الإبداعية يشكل مساهمة قيمة في مسيرة تطوير التعليم العالي في الأردن والعالم العربي، حيث يساعد في بناء قاعدة معرفية متينة لدى الطلبة منذ مرحلة البكالوريوس. وتعكس هذه المشاركات التزام الجامعة بتطوير مهارات الطلبة وإعدادهم لمواكبة التطورات التكنولوجية والتحديات الاجتماعية، كما تؤكد على أهمية تعزيز دور البحث العلمي كوسيلة لحل المشكلات المجتمعية وتنمية المهارات الأكاديمية، بما يعزز مكانة الجامعة الأردنية ويزيد من فرص التعاون الأكاديمي مع مؤسسات تعليمية في دول مختلفة.