الجامعة الأردنية :: كلية العلوم التربوية :: انجازات الكلية

انجازات الكلية

الجامعة الأردنية تطلق مشروعًا رياديًا لتدريب طلبة الدّبلوم العالي لإعداد المعلمين على التعليم بالموسيقى ضمن مبادرة "مدرستي" الوطنية

 في خطوة ريادية نحو تطوير كفايات المعلمين الجدد وتعزيز مخرجات التّعليم النّوعي، أطلقت كليّة العلوم التّربوية في الجامعة الأردنيّة، وبالتّعاون مع مبادرة "مدرستي" الوطنية الأردنية، مشروعًا تدريبيًا مبتكرًا يستهدف طلبة برنامج الدبلوم العالي لإعداد المعلمين، بهدف تأهيلهم لتطبيق منهاج الموسيقى والأناشيد المخصّص للصفوف الثّلاثة الأولى في المدارس الحكومية.

وشهد إطلاق المشروع الأستاذ الدكتور محمد صايل الزيود، عميد الكلية، الذي أكّد أن البرنامج يُمثّل نقلة نوعية في إعداد المعلّمين والمعلّمات، من خلال إدماج الموسيقي كأداة تعليمية فاعلة تسهم في تعزيز النمو المتكامل للأطفال على المستويات المعرفية والوجدانية والحسيّة والحركيّة. وأضاف أن المشروع يتماشى مع توجهات الكليّة في تطوير أساليب التّدريس وتبنّي استراتيجيات غير تقليدية تُعزّز من دافعية الطلبة وتقديرهم للفنون.
ويأتي هذا المشروع ضمن الجهود الوطنيّة الرّامية إلى تحسين البيئة التّعليمية وتعزيز المناهج التّفاعلية القائمة على الفنون، بما يسهم في تنمية مهارات التّفكير النّاقد والتّعبير الإبداعي لدى الطلبة. كما يتماشى مع رؤية مبادرة "مدرستي"، التي أطلقتها جلالة الملكة رانيا العبد الله المعظّمة عام 2008، بالشّراكة مع وزارة التّربية والتّعليم، وتحت مظلة مؤسسة نهر الأردن، والتي تهدف إلى توفير بيئة تعليمية محفّزة تتمحور حول الطالب، وتدعم المعلّمين بالأدوات اللازمة لتجويد الممارسات التّعليمية.
وقد أعدّ فريق متخصص بقيادة الدكتور أحمد القيسي والأستاذ طارق الجندي، الحقائب التّدريبية، حيث شملت المرحلة الأولى الجانب النّظري والعملي لتنفيذ منهاج الموسيقى والأناشيد، بينما ركّزت المرحلة الثّانية على أساليب توظيف الأغاني داخل الغرفة الصّفية.
وتتضمن المرحلة الأولى تدريبات مكثفة على مفاهيم موسيقية تربوية متقدمة، كالإحماء الفيزيائي والصوتي، وتطبيق الإيقاعات المستمدة من اللّغة العربية، والتّمييز بين الضربات المنتظمة وغير المنتظمة، إلى جانب استخدام الأصوات البيئية المستوحاة من الريف والمدينة. كما سيتعرّف الطلبة إلى كيفية قيادة الجلسات الموسيقية وتفعيل الألعاب الصوتية والحركية ضمن الدروس.
أما المرحلة الثّانية، فتتضمن التّدريب على أساليب الغناء الجماعي والفردي، وطرق تقطيع الأناشيد لحنًا وإيقاعًا، وتقنيات التّفاعل الصّفي من خلال الإشارات الموسيقية. كما تشمل تدريبات على الارتجال الصوتي، وصناعة المقطوعات باستخدام الإيقاعات الجسدية، وأداء أغانٍ من الموروث الوطني والديني، مثل: "صفّي ما أحلى صفّي" و"أغنية النظافة".
ويُعتمد في تنفيذ البرنامج على نهج التّدريب التّفاعلي العملي، من خلال جلسات تطبيقية في بيئة صفية تحاكي الواقع، تستمر على مدار أكثر من 60 ساعة، وتتوزع بين جلسات نظرية، وتدريبات صوتية، وأداء إيقاعي، إلى جانب عروض تقييمية ختامية لقياس مستوى التّحصيل والتّطبيق.
وعبّر الدكتور الزيود عن اعتزازه بالشّراكة البنّاءة مع مبادرة "مدرستي"، مؤكدًا استمرار التّعاون لتقديم نماذج تعليمية حديثة تواكب تطلعات وزارة التّربية والتّعليم الأردنية، وتُسهم في إعداد جيل من المعلّمين يمتلك أدوات التّعليم المبتكر القائم على الإبداع والانفتاح الثّقافي.
كما أكدّ مساعد العميد لشؤون الدّبلوم العالي الدكتور مؤيد الخوالدة أنّ التّعاون في تنفيذ وتطوير واستدامة هذه البرامج بالشّراكة مع الجامعة الأردنية تمثل سلسلة متواصلة من البرامج التّعليميّة المتميّزة التي تؤثّر إيجابًا في حياة الطلبة وعائلاتهم؛ لتحسين البيئة التّعليميّة والمدرسيّة، التي تنظر إلى الطالب بوصفه المحور الأساسي في برامجها ،والهدف المنشود الذي تسعى كليّة العلوم التربوية لتحقيقه.
بدوره عبّر الدكتور عمر الخطاطبة مدير برنامج الدّبلوم العالي لإعداد المعلّمين أنّ هذه المبادرة تتوافق مع رؤية ورسالة الجامعة والكليّة في توفير بيئة تعليمية مناسبة للعمل بشراكة حقيقيّة مع مجموعة من المؤسّسات المعنيّة بالتّعليم في ظل توفر الإمكانات الأكاديمية والمادية، لتنفيذ برامجها المتخصّصة في هذا المجال، وتمكين المعلّمين الطلبة في البرنامج من أدوات التّعلم النّوعي والارتقاء بمخرجات التّعليم التي تسعى إليها الجامعة وبالشّراكة مع وزارة التّربية والتّعليم لتحقيقها في هذا البرنامج الوطني، وإحداث تأثير إيجابي في سلوك الطلبة، وتمكينهم من اكتساب المهارات الحياتية اللازمة لفتح آفاق جديدة لمستقبلهم.
ومن المقرر تنفيذ المشروع بشكل تجريبي على مجموعة من معلمات الصفوف الثلاثة الأولى في عدد من المحافظات، من بينها: عمّان، والزرقاء، والسلط، والكرك، والمفرق، والعقبة، حيث سيتم تقديم تدريبات مركّزة في بيئات صفية حقيقية. ومن المتوقع أن ينعكس ذلك إيجابًا على أداء المعلمات وتفاعل الطلبة، وأن يسهم في رفع مستويات التّعبير الصوتي والإبداعي لدى المتعلمين.