الجامعة الأردنية :: كلية العلوم التربوية :: اخر الاخبار
  • 14 - May
  • 2025

كلية العلوم التربوية في الجامعة الأردنية تواصل استعدادها لنيل الاعتماد الدولي من مجلس اعتماد إعداد المعلمين (CAEP) لبرنامجي تربية الطفل ومعلم الصف

في إطار سعيها الدؤوب للارتقاء بجودة برامجها التربوية، عقدت كلية العلوم التربوية في الجامعة الأردنية اجتماعًا تنسيقيًا موسعًا برئاسة الأستاذ الدكتور محمد صايل الزيود، عميد الكلية، لمتابعة التقدم المُحرز في ملف الاعتماد الدولي من مجلس اعتماد إعداد المعلمين (CAEP) لبرنامجي "تربية الطفل" و"معلم الصف"، اللذين يُعدّان من أبرز البرامج التي تطرحها الكلية في ميدان إعداد المعلمين.

وفي كلمته الافتتاحية، رحب الأستاذ الدكتور محمد صايل الزيود بالحضور، مؤكدًا أن الحصول على اعتماد CAEP يُمثل خطوة استراتيجية ومفصلية ضمن مشروع التطوير الأكاديمي المستمر الذي تنتهجه الكلية. وأوضح أن هذا المسار لا يقتصر على تحقيق متطلبات التقييم، بل يتجاوز ذلك إلى ترسيخ ثقافة الجودة الشاملة، وتحديث البرامج، وتحسين مخرجات التعليم بما يتماشى مع أحدث المستجدات التربوية، ويسهم في تعزيز موقع الجامعة الأردنية بين الجامعات الرائدة محليًا ودوليًا.
وقد شهد الاجتماع حضور كلٍّ من نواب ومساعدي العميد، ورؤساء الأقسام الأكاديمية، ورؤساء وأعضاء اللجان المتخصصة بالاعتماد، وأعضاء الهيئة التدريسية والإدارية في الكلية. ويعكس هذا الحضور الموسّع التزامًا جماعيًا من جميع الجهات المعنية بدعم جهود الكلية نحو تحقيق الاعتماد الدولي المرموق، الذي يُعد شهادةً عالمية على جودة البرامج الأكاديمية وتميّزها في إعداد وتأهيل المعلمين.
وأكدت الدكتورة سحر أبو حلو، مساعد العميد لشؤون الاعتماد الدولي، أن الكلية تسير بخطى مدروسة وواثقة نحو استيفاء متطلبات الاعتماد وفقًا لأعلى المعايير العالمية. وأشارت إلى أن العمل المتكامل بين اللجان الأكاديمية وأعضاء الهيئة التدريسية قد أسهم في تحقيق تقدم كبير في إعداد الوثائق والأدلة المطلوبة. وأضافت: "ننظر إلى الاعتماد الدولي ليس كغاية بحد ذاته، بل كوسيلة لتحسين نوعية التعليم وإعداد كوادر تربوية تمتلك الكفايات اللازمة لتلبية متطلبات التعليم في القرن الحادي والعشرين."
وتضمن الاجتماع استعراضًا تفصيليًا لخطة العمل المنجزة، ومراجعة دقيقة لما تم تحقيقه حتى الآن من مكونات تقرير الدراسة الذاتية والأدلة الداعمة. كما ناقش المشاركون التحديات الفنية والتنظيمية التي تواجه فرق العمل، وطرحوا حلولًا عملية لضمان سير العمل وفق الجدول الزمني المحدد وبأعلى مستويات الكفاءة والفعالية.
وركز الاجتماع على مناقشة المحاور الخمسة الرئيسة التي يقوم عليها الاعتماد من CAEP، والتي شُكلت لها لجان أكاديمية متخصصة لضمان تغطية شاملة ومتقنة لمتطلبات التقييم. ففي المحور الأول، ناقش الاجتماع مدى تمكين الطلبة المعلمين من امتلاك قاعدة معرفية راسخة ومهارات تربوية حديثة تدمج بين النظرية والتطبيق، بالإضافة إلى مدى قدرة البرامج الحالية على إعداد الطلبة للتعامل مع الفروق الفردية والتنوع بين المتعلمين، من خلال تبني استراتيجيات تدريس تفاعلية ومبتكرة.
أما المحور الثاني، فقد تركزت النقاشات فيه حول سبل تعزيز الشراكات المؤسسية مع المدارس ومراكز التدريب الميداني، لتوفير بيئات تعلم واقعية وغنية تمكّن الطلبة المعلمين من الانخراط المباشر في الميدان التربوي. وتم التأكيد على أهمية الإشراف المهني المستمر وتوثيق نتائج التدريب ضمن إطار منهجي يضمن الجودة والتطوير المستمر.
وفيما يتعلق بالمحور الثالث، تناول الاجتماع سياسات القبول في برامج إعداد المعلمين، ومدى توافقها مع المعايير العالمية، وناقش المشاركون آليات تقييم قدرات الطلبة المتقدمين من حيث التحصيل الأكاديمي والكفايات الشخصية والمهنية، مشددين على ضرورة تطوير أدوات قياس موثوقة لاستقطاب الطلبة المؤهلين والموهوبين.
أما المحور الرابع، فقد ركّز على أهمية قياس أثر البرامج التربوية في الواقع العملي، من خلال تتبع أداء خريجي الكلية في المؤسسات التعليمية المختلفة، واستطلاع آراء الميدان التربوي حول كفاءتهم. وتمت الإشارة إلى ضرورة جمع تغذية راجعة منتظمة وتحليلها باستخدام أدوات قياس دقيقة لربط النتائج بقرارات تطويرية مستندة إلى البيانات والأدلة.
وفي المحور الخامس، تم استعراض نظم ضمان الجودة والتقييم الذاتي المعتمدة في الكلية، وتحليل البيانات المتعلقة بالأداء الأكاديمي والمؤسسي. وجرى التأكيد على أهمية ترسيخ ثقافة التحسين المستمر من خلال توثيق العمليات وبناء نظام رقابي فعّال يستند إلى مؤشرات أداء كمية ونوعية قابلة للقياس.
ويأتي هذا الاجتماع ضمن سلسلة من الجهود المنهجية التي تبذلها كلية العلوم التربوية والجامعة الأردنية بشكل عام، في سبيل تعزيز مكانتها الأكاديمية وضمان تحقيق أعلى معايير الجودة، والوصول إلى الاعتمادات الدولية التي تُعدّ من ركائز التميز في مؤسسات التعليم العالي، لاسيما في مجال إعداد المعلمين وتأهيلهم لمتطلبات التعليم المعاصر.